قصة قديمة شوية......بس للعبرة

من طرف سفير الليل 13/11/2008, 3:34 am

شاب من جنين: مياه زمزم أعادت لي بصري المفقود

جنين- شرفاء فلسطين
تحلّق عدد من المصلّين في مدينة جنين بالضفة الغربية اليوم، حول مواطن من
إحدى قرى جنين وهو يروي قصته باستعادة بصره مؤخراً، بعد أن شرب وغسل وجهه
وعينيه، مرّات عدة، من مياه بئر زمزم في الديار الحجازية المقدّسة.
في المسجد الكبير، وسط مدينة جنين، بدأ المواطن رائد محمد حسين (35
عاماً)، وهو من قرية فقوعة شرقي المدينة، يسرد وقائع قصته التي شدّت
المصلين ودفعتهم إلى الاستفسار عمّا حصل مع هذا المواطن، الذي يتحرك داخل
المسجد بيسر وسهولة بعد أن استعاد بصره المفقود.
” فقدت بصري بعد تشنج عصبي أصابني في العام 1998، لكنّ الإبصار عاد لي،
مؤقتاً بعد ثلاثة أسابيع، وقبل عام فقدت النظر تماماً “، هكذا كانت بداية
مشوار المواطن حسين مع فقد البصر كما رواها.
وأضاف: أمضيت أسبوعاً في مستشفى في مدينة جنين، ثم انتقلت إلى مستشفيات
أخرى في القدس ورام الله، إلا أن الأطباء أبلغوني، بعد إجراء الفحوصات
المختلفة، أنّني فقدت البصر بسبب زلال في العصب ووصفوا لي بعض الأدوية
غالية الثمن.
وأشار إلى أنه توقف عن تناول الأدوية بعد أن عجز عن توفير ثمنها، و شعوره
بعدم وجود الفائدة المرجوّة منها في تحسين حالته، ليدخل بعدها في حالة
يأس، لكنه مع ذلك، ظلّ يحلم باستعادة بصره المفقود.
وقال: نصحني صديق لي بأن أتوجه لأداء العمرة في الديار الحجازية المقدسة،
تقرباً إلى الله وطلباً للاستشفاء، وأن أكثر من شرب مياه زمزم وغسل وجهي
وعينيّ بها، علّها تحمل شفاءً لي.
وأضاف: في التاسع من شهر أيار/ مايو الماضي سافرت إلى هناك، وفي قرارة
نفسي ألاّ أعود وأنا فاقد البصر، خاصة وأنا ظروفي الاقتصادية باتت صعبة
للغاية ولم أعد قادراً على توفير مصاريف أسرتي المكونة من زوجتي وطفليّ،
فالمبصرون ضاقت بهم الحال فما بالك برجل كفيف.
وفي مكّة المكرّمة، قال حسين، منذ لحظة وصولي، بدأت أشرب من مياه زمزم
بكثرة وأغسل وجهي وعيني بها، وفي اليوم التالي شعرت بآلام حادة في
الخاصرة، رافقها عطش شديد وسقطت على الأرض.
وأضاف، منذ وصولي للديار الحجازية، وتحديداً في المسجد النبوي، كنت أردّد
الدعاء: ” اللهمّ علّمني علماً نافعاً، وارزقني رزقاً طيّباً واجعله شفاء
لكل داء وسقم”، قائلاً إنه بدأ في اليوم الثالث يشعر بتحسن في بصره وإن
لسانه ارتبط ولم يقو على الكلام بعد أن بدأت الرؤية تعود لعينيه.
وأضاف: لقد منّ الله عليّ بالشفاء، وأنا الآن أرى في عينيّ بشكل جيد، بعد
أن كدت أفقد الأمل عندما تسلّل اليأس إليّ، مشيراً إلى أن ما حدث معه هو
مكرمة ربّانية.
وبئر زمزم قديمة العهد، يرجع تاريخها إلى زمن إسماعيل بن إبراهيم عليهما
السلام، وما زالت مياهها تتدفق إلى يومنا هذا، وتعتير أشهر بئر على الأرض
وتحظى بقدسية خاصة لدى المسلمين، الذين يحرصون على الشرب من مائها ويمسحون
به على وجوههم طلباً للشفاء