أبوك يحبك ومن أجلك يضحي في كل شيء.........
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
أبوك يحبك ومن أجلك يضحي في كل شيء.........
السلام عليكم
أبوك يحبك ومن أجلك يضحي في كل شيء.........
أبي يعمل طوال النهار ، أكاد لا أراه إلا لفترة قصيرة ، يقبّلني ، ويسألني عن المدرسة .. أنا أحب أبي كثيرا ، وأتمنى لو أنه يحبني كما أحبه ! أمي تعتني بنا طوال الوقت ، إنها عطوفة جدا ! تفعل كل ما بوسعها من أجل إسعادنا ، آه ! ليت أبي يحبنا مثلها! )
هذا ما قاله عامر لنفسه ، وهو يحاول النوم دون جدوى ، فوالده لم يعد من العمل حتى الآن ، وهو قلق جدا ، ويشعر بخيبة أمل كبيرة . لماذا يشعر بالخيبة ؟ حسن يا أخي ، سأقص عليك ما جرى ..
قبل عدّة أيام طلب عامر من والده أن يوفّر له مبلغا من المال يمكّنه من مشاركة زملائه _ في المدرسة _ رحلتهم الربيعيّة إلى الجبال .
في الحقيقة أن المبلغ لم يكن كبيرا ، ولكن أسرة عامر الفقيرة لا يمكنها توفير مبلغ كهذا دون تخطيط مسبق ، ولهذا شعر والده بالألم ، واحتار في أمره .
قال لعامر بحزن : ( ليتني أستطيع توفير النقود التي تحتاج إليها ، ولكني .. ) فقاطعه عامر باكيا : ( أنت ترفض دائما مشاركتي في الرحلات المدرسية .. إنها الجبال يا أبي ! الأزهار البرية ، والسفوح الخضراء المشمسة ، أرجوك ، لا تحرمني من مشاركة زملائي هذه المتعة ! )
صمت والده قليلا ، ثم قال متنهدا : ( صدقني يا عامر ، ليس الأمر سهلا كما تظن ، ولست أتعمّد حرمانك من هذه الرحلات ، أنا أعمل طوال النهار لأوفّر لكم حياة كريمة ، أحاول جاهدا إسعادكم ، ولكن .. ) فصاح عامر بنفاذ صبر : ( لا تريد إعطائي النقود ، أليس كذلك ؟ ) وابتعد بغضب نحو المطبخ ، ولم يسمع والده وهو يقول بحزن شديد : ( أريد يا عامر ، أريد ! ولكني لا أستطيع . )
ولم ير عامر دموع والده حين وصلت إليه كلماته القاسية : ( أبي لا يحبنا ، لا يهتم بنا ، لهذا يغيب طول النهار ، ولا يعود حتى ننام )
تألم الوالد كثيرا من كلمات عامر المليئة بالاتهام ، ومن يومها وهو يغيب عن البيت طوال النهار وفترة طويلة من الليل ، مما جعل عامر يتأكد من صحة ظنونه ! فهو لم يتمكن من رؤية والده منذ ذلك الوقت .
ها هو عامر يحاول أن ينام ، يغمض عينيه ، ويتقلّب دون جدوى في فراشه ، يتخيّل الجبال الخضراء وقد لفّت نفسها بعقد من الأزهار الملونة ، ثم يستسلم للنوم شيئا فشيئا ..
وفي ساعة متأخرة من الليل ، عاد الوالد فرحا رغم التعب ، وقبل أن يفعل شيئا اتجه نحو فراش عامر بحب ، وأخذ يهزّه برفق ليوقظه . كان عامر ينظر إلى والده بدهشة ، بينما يكرر والده بفرح : ( يمكنك الذهاب إلى الجبال ، ورؤية الزهور البرية ، ها هي النقود ! ها هي النقود يا ولدي ! ) لم يفهم عامر شيئا ، لكن الوالد أكمل بارتياح :
( عملت ساعات طويلة من الليل لأوفر لك هذه النقود ، أريدك أن تعرف أني أحبك ! أحبك كثيرا ! وأني أترككم لأعمل من أجلكم . ) بكى عامر بحرقة وهو ينظر إلى النقود بندم ، يا إلهي ! كم كان عامر قاسيا مع والده ! وكم كان والده رائعا ومحبا !
وفي الصباح ، ترك عامر النقود في مغلف صغير كتب عليه بخط جميل ( أبي ! لم أعد بحاجة إلى هذه النقود لأعرف كم تحبني ، أنا أيضا يا أبي أحبك ! وأعدك أن تكون فخورا بي عندما أكبر ! )
وأنت يا أخي ، ألا تعتقد أن والدك يبذل الكثير من أجل إسعادك ؟ ألم أقل لك ؟ هذا هو الحب الحقيقي ! تعال معي الآن يا أخي لنردد قول الله تعالى :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( 24 الإسراء )
والآن .. أغمض عينيك يا أخي .. ها هي النجوم تتلألأ من بعيد ، وعلى نافذتك يغفو القمر ، دع النوم يتسلل إليك ، ويسكن عينيك ، نم يا صغيري ، نم ؛ فعين الله لا تنام .
وعليكم السلام
أبوك يحبك ومن أجلك يضحي في كل شيء.........
أبي يعمل طوال النهار ، أكاد لا أراه إلا لفترة قصيرة ، يقبّلني ، ويسألني عن المدرسة .. أنا أحب أبي كثيرا ، وأتمنى لو أنه يحبني كما أحبه ! أمي تعتني بنا طوال الوقت ، إنها عطوفة جدا ! تفعل كل ما بوسعها من أجل إسعادنا ، آه ! ليت أبي يحبنا مثلها! )
هذا ما قاله عامر لنفسه ، وهو يحاول النوم دون جدوى ، فوالده لم يعد من العمل حتى الآن ، وهو قلق جدا ، ويشعر بخيبة أمل كبيرة . لماذا يشعر بالخيبة ؟ حسن يا أخي ، سأقص عليك ما جرى ..
قبل عدّة أيام طلب عامر من والده أن يوفّر له مبلغا من المال يمكّنه من مشاركة زملائه _ في المدرسة _ رحلتهم الربيعيّة إلى الجبال .
في الحقيقة أن المبلغ لم يكن كبيرا ، ولكن أسرة عامر الفقيرة لا يمكنها توفير مبلغ كهذا دون تخطيط مسبق ، ولهذا شعر والده بالألم ، واحتار في أمره .
قال لعامر بحزن : ( ليتني أستطيع توفير النقود التي تحتاج إليها ، ولكني .. ) فقاطعه عامر باكيا : ( أنت ترفض دائما مشاركتي في الرحلات المدرسية .. إنها الجبال يا أبي ! الأزهار البرية ، والسفوح الخضراء المشمسة ، أرجوك ، لا تحرمني من مشاركة زملائي هذه المتعة ! )
صمت والده قليلا ، ثم قال متنهدا : ( صدقني يا عامر ، ليس الأمر سهلا كما تظن ، ولست أتعمّد حرمانك من هذه الرحلات ، أنا أعمل طوال النهار لأوفّر لكم حياة كريمة ، أحاول جاهدا إسعادكم ، ولكن .. ) فصاح عامر بنفاذ صبر : ( لا تريد إعطائي النقود ، أليس كذلك ؟ ) وابتعد بغضب نحو المطبخ ، ولم يسمع والده وهو يقول بحزن شديد : ( أريد يا عامر ، أريد ! ولكني لا أستطيع . )
ولم ير عامر دموع والده حين وصلت إليه كلماته القاسية : ( أبي لا يحبنا ، لا يهتم بنا ، لهذا يغيب طول النهار ، ولا يعود حتى ننام )
تألم الوالد كثيرا من كلمات عامر المليئة بالاتهام ، ومن يومها وهو يغيب عن البيت طوال النهار وفترة طويلة من الليل ، مما جعل عامر يتأكد من صحة ظنونه ! فهو لم يتمكن من رؤية والده منذ ذلك الوقت .
ها هو عامر يحاول أن ينام ، يغمض عينيه ، ويتقلّب دون جدوى في فراشه ، يتخيّل الجبال الخضراء وقد لفّت نفسها بعقد من الأزهار الملونة ، ثم يستسلم للنوم شيئا فشيئا ..
وفي ساعة متأخرة من الليل ، عاد الوالد فرحا رغم التعب ، وقبل أن يفعل شيئا اتجه نحو فراش عامر بحب ، وأخذ يهزّه برفق ليوقظه . كان عامر ينظر إلى والده بدهشة ، بينما يكرر والده بفرح : ( يمكنك الذهاب إلى الجبال ، ورؤية الزهور البرية ، ها هي النقود ! ها هي النقود يا ولدي ! ) لم يفهم عامر شيئا ، لكن الوالد أكمل بارتياح :
( عملت ساعات طويلة من الليل لأوفر لك هذه النقود ، أريدك أن تعرف أني أحبك ! أحبك كثيرا ! وأني أترككم لأعمل من أجلكم . ) بكى عامر بحرقة وهو ينظر إلى النقود بندم ، يا إلهي ! كم كان عامر قاسيا مع والده ! وكم كان والده رائعا ومحبا !
وفي الصباح ، ترك عامر النقود في مغلف صغير كتب عليه بخط جميل ( أبي ! لم أعد بحاجة إلى هذه النقود لأعرف كم تحبني ، أنا أيضا يا أبي أحبك ! وأعدك أن تكون فخورا بي عندما أكبر ! )
وأنت يا أخي ، ألا تعتقد أن والدك يبذل الكثير من أجل إسعادك ؟ ألم أقل لك ؟ هذا هو الحب الحقيقي ! تعال معي الآن يا أخي لنردد قول الله تعالى :
واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا ( 24 الإسراء )
والآن .. أغمض عينيك يا أخي .. ها هي النجوم تتلألأ من بعيد ، وعلى نافذتك يغفو القمر ، دع النوم يتسلل إليك ، ويسكن عينيك ، نم يا صغيري ، نم ؛ فعين الله لا تنام .
وعليكم السلام
mh-soso-17- صديق فائز
- عدد المساهمات : 5583
العمر : 33
الموقع : جنين
المهنة : ؟؟؟؟؟
مكان السكن : جنين
رقم العضوية : 36
: :
الخبرة :
الدولة :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 30/04/2008
رد: أبوك يحبك ومن أجلك يضحي في كل شيء.........
شكرا سوسو عنجد قصه حلوه بس بدك مين الي يقتنع في هيدا الحكي
عدل سابقا من قبل فلسطين في 9/7/2008, 12:48 am عدل 1 مرات
فلسطين- صديق مطرود
- عدد المساهمات : 95
المهنة : طالبه
مكان السكن : فلسطين
رقم العضوية : 245
: :
الاوسمة :
احترامك لقوانين المنتدى :
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 06/07/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى